لاول مرة على شبكة الانترنت : السحر اليهودى( طرقه – ادواته – خطوات العمل )
صفحة 1 من اصل 1
لاول مرة على شبكة الانترنت : السحر اليهودى( طرقه – ادواته – خطوات العمل )
كلنا يعلم أن العلوم الروحانية العبرية من بين أقوى الروحانيات في العالم، و لا جدال في هذا الموضوع، فكلنا يعلم ذلك و ليس لنا فيها أدنى شك؛ لكن السؤال المطروح بلحة هو لمذا الروحانيات العبرية قوية ؟؟؟ من أين جاء اليهود بهذه القوة الخارقة للعادة ؟؟؟ كيف استطاعوا أن يطوروا علومهم الروحانية و يتقدمون بها نحوى الأمام، بينما لا نزال نحن العرب نعاني مشاكلا جعلت من بعض طلبة العلم يشكون في مصداقية الروحانيات و يقولون أنها مجرد خزعبلات ؟؟؟ الهدف من هذه الدراسة هو كشف جانب خفي أخر في الروحانيات العبرية، حتى نتمكن من فهم سر قوتها، لأنه من المستحيل أن تكون علومنا الروحانية ضعيفة، بالمقارنة مع اليهود أو غيرهم من الأجناس، هنا أؤكد للجميع أن نقص الفوائد أو ما أخفاه العلماء العرب لا علاقة له بهذا المشكل تماما، لأن العلوم الروحانية بصفة عامة تنبع من سراج واحد، و قوتها متساوية تماما، و لا وجود لعلوم روحانية أقوى من أخرى، لأن الأرواح المستعملة في هذا العلم هي نفس الأرواح المستعملة عند جميع الجناس، فلو قارنا بين الكابالا على سبيل المثال مع الروحانيات العربية لوجدنا تطابقا يصل إلى 80 بالمائة بينهما، بينما الفرق الموجود لا يتعدى طريقة العمل، و الوسائل المستعملة، و العزائم المنطوق بها، مع العلم أن العرب أخذوا من اليهود، فاستعملوا الأسماء المقدسة المذكورة عندهم، و نطقوا بها بدون أي تغيير أو تحويل و باللغة الأصلية لهذه الأسماء،و النتيجة كانت في المستوى مثل أهيا شراهيا أدوناي آل شداي، فهذه الأسماء أسماء عبرية، لكن لا تخلوا منها الروحانيات العربية، حين بدأت في دراسة سحر السانتيريا المنتشر في جزر الكاراييب، وجدت أن هذا السحر تفرع من سحر الفودوا المنتشر في أفريقيا و وجدت أن العبيد السود الذين أسرهم الأوربيون ابتداء من القرن الرابع عشر و باعوهم في أمريكا للعمل في حقول القطن هم من نقلوا هذا السحر إلى أمريكا الشمالية و الجنوبية خصوصا للمكسيك و البرازيل، فالسانتيريا خليط من الفودوا و الكابالا لأن احتكاك الأفارقة بالمسيحيين في أمريكا دفعهم إلى اختراع نوع جديد من السحر لا يقل قوة عن الكابالا التي يمارسها اليهود و النصارى، اليهود في حد ذاتهم أخذوا عن الفراعنة و طوروا علومهم الروحانية، بينما يعتبر الفراعنة من أقدم الحضارات التي كان السحر فيها شيء اعتيادي و مألوف، و جد منتشر في كل أنحاء مصر القديمة.
أعترف لكم أنني لم أتمكن من زيارة أمريكا اللاتينية حتى أبحث عن كتب في الروحانيات الممارسة هناك، لكن بعض أصدقائي في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية قدموا لي كل ما أحتاج إليه، من كتب و مخطوطات في هذا المجال، كما قمت بزيارة لساحل العاج و جمهورية الدايومي (البنين حاليا) و كم كانت دهشتي كبيرة حين وجدت أن الفودوا و السانتيريا تعتمد على سبعة أرواح سفلية يدور عليها مدار العمل، من بين هذه الأرواح شانغوا الذي يمثل الحكمة و العلم عند الأفارقة، هذه الأرواح السبعة شبيهة جدا بملوك الجن السبعة المستعملة في الروحانيات العربية، و ترتيبها مشابه تماما لترتيب و تأثير ملوك الجن السبعة المستعملة عندنا.
لا أريد هنا أن أبتعد عن صلب الموضوع، بل أريد فقط أن أوضح لجميع الأخوة و الأخوات أن العلوم الروحانية في الأصل تنبع من سراج واحد كما سبق و أن قلت، مثلها مثل الكتب السماوية الأربعة، التي و إن اختلفت في بعض الأمور، فهي متشابهة في غالبيتها لأنها نزلت من عند إله واحد لا شريك له.
إذا الاستنتاج الذي خرجنا به؛ أن الروحانيات بصفة عامة متشابهة و متساوية القوة، لكن السؤال الذي لم نجب عليه بعد، هو ما هو سر قوة الروحانيات العبرية بالرغم من تشابهها عم باقي الروحانيات الممارسة عبر ربوع العالم ؟؟؟
من هنا تبدأ هذه الدراسة المتواضعة فأقول؛ أولا علينا أن نعلم أن جميع الروحانيين اليهود أخذوا العلم من عند شيوخ متمكنين في هذا العلم، فالشيخ في حد ذاته تمدرس على يد شيخ أخر و هكذا، فهذه الطريقة شبيهة بسلسلة متواصلة تشد بعضها البعض و تمد بعضها البعض بقوة لا يستهان بها، عكسنا نحن العرب الذي شاع بيننا الروحانيين الجدد الذين لم يؤخذوا هذا العلم عن شيخ معين يكون بمثابة العين و المنبع الذي نستمد منه القوة الروحية و الخفية التي إن غابت في وقتنا هذا ففقدت روحانياتنا نقطة أساسية فيها، هي المدد الروحاني و السقوى الروحية التي تجعل من الميت حي، فنحن نعتمد بالدرجة الأولى على المخطوطات في عملنا فإن غابت هذه المخطوطات عجزنا عن تحقيق أي شيء. قال لي يوما أحد شيوخي عليهم رحمة الله، في أخر الزمان يظهر علماء التعمير و يختفي علماء التسخير، القصد هنا، أنه سيظهر روحانيين يستطيعون فعل كل شيء، يعرفون كيفية تعمير الجداول، و كيفية استخراج الملائكة، و كيفية حساب الهيئة الفلكية، لكن حين يوضعون في المحك فالنتيجة صفر، فهؤلاء علماء للتعمير، أي يحسنون فعل كل شيء بينما غاب عنهم الشرط الأساسي، و هو المقدرة على تسخير الروحانية ليكون عملهم كاملا، الجميع تقريبا في عصرنا هذا يشتكي من النتائج السلبية للفوائد التي يعملونها، أي إنهم ينفذون الفائدة حرف بحرف، و مع ذلك النتيجة غير موجودة تماما؛ هؤلاء مشكلتهم أنهم يضيعون وقتهم في الفراغ، لأنهم يعملون بعيدا عن الروحانيات الحقيقية، فهمهم الوحيد جمع المخطوطات حتى لا يتعبوا أنفسهم بالبحث، فمتى لم يرو الإجابة قالوا أنها (أي المخطوطات مزورة أو ناقصة) لكن النقص فيهم و ليس في الكتب و لا في المخطوطات لأنهم كما قال شيخي رحمه الله هم علماء تعمير و ليسوا علماء تسخير.
أتذكر مرة أنني سمعت بشيخ شاع أمره بين الناس و أصبح حسب قولهم حكيم الزمان، و حين سمحت لي الفرصة أن ألتقيه، و جدت أنه له تسعة بنات عوانس لم تتزوج منهن و لا واحدة، كما سألني أن أعطيه فائدة في الجلب و التهييج المجرب لأنه تعب من التجربة و لم يفلح في تحقيق شيء، فقلت له؛ يا عبد الله لو كنت حكيم الزمان كما تقول لبدأت ببناتك فزوجتهن، فأجابني أن الطبيب لا يداوي نفسه، بطبيعة الحال هذه شماعة علق عليها عجزه، و هذه المقولة كاذبة لا أساس لها من الصحة، هذا الشيخ الجليل المبجل الكريم المعظم شيخ تعمير و ليس شيخ تسخير و اللبيب من يفهم بالإشارة. إذا السر الأول أن اليهود يعتمدون بالدرجة الأولى على شيوخهم و هم بحق شيوخ تسخير و ليسوا شيوخ تعمير، فرحم الله عبدا عرف قدره، و لا عيب في أن نقول أن اليهود أقوى منا في هذا المجال، لكن هذا لا يعني أبدا أن شيوخ التسخير قد اندثروا من العالم العربي و الإسلامي بل هم باقين إلى يوم القيامة لكنهم قلائل للأسف الشديد.
السر الثاني الذي جعل من الروحانيات العبرية تحتل المرتبة الأولى من حيث القوة و سرعة الاستجابة؛ أن الحكماء اليهود يعملون بصفة جماعية، أي أنهم ينتمون كلهم إلى تجمعات من السحرة، على تشكيلة الطرق الصوفية المتواجدة في العالم الإسلامي، هذه التجمعات من السحرة، يقودها شيخ واحد إلى سبعة شيوخ، دائما بالعدد الفردي (أي شيخ أو ثلاثة أو خمسة أو سبعة) و لهم قانون داخلي صارم و مطبق على الجميع، حتى أن الانتماء لهذه التجمعات ليس مفتوحا لكل من هب و ذب، بل لا بد أن يقبل الشيخ المريد الجديد بعد أن يجربه و يمتحنه، كما أن الانتماء لهذه التجمعات غالبا ما يكون عن طريق الميراث أي أن الأشخاص الوحيدون الذين لهم الحق في الانخراط هم الذين كان أحد أبائهم أو أجدادهم منتمي للجماعة المراد الانخراط فيها لتعلم السحر، بهذه الطريقة تبقى العلوم الروحانية محفوظة بين السحرة دون غيرهم، و هي طريقة ذكية لحفظ الروحانيات من المتطفلين.
السر الثالث في قوة الروحانيات العبرية؛ يكمن في هذه التجمعات من السحرة، فهي سرا تعتمد على طريقة معينة في التعامل مع الأرواح العلوية و السفلية، هذه الطريقة هي تنشيط و استخدام الروح الجامعة أو باللغة الفرنسية ليغريغور.
لقد وصلنا الآن لبيت القصيد و لب موضوع اليوم، و كان علي أن أقدم شرحا مفصلا عن الموضوع قبل الخوض في هذا السر، لأن الموضوع ذا أهمية كبيرة جدا و لا يمكن المر عليه مرور الكرام، فأرجوا المعذرة عن الإطالة.
السؤال الآن هو: ما هو هذا الشيء و ما هو دوره و لما يستعمل بكثرة في الروحانيات العبرية ؟؟؟
تعريفه، و دوره، و كيفية تنشيطه و العمل به؛L’Egrégore
أولا التعريف به: لغريغور هذا هو روح علوية طاهرة يستخدمها اليهود مثل المغناطيس أو مثل الفخ لجذب الجان و العفاريت و الشياطين إليها فمتى دخلت فيها صارت مرتبطة بها إلى الأبد و تنفذ بكل إخلاص الأوامر التي يصدرها السحرة اليهود من الجن و العفاريت و الشياطين الذي جذبهم هذا الروح إليه و أدخلهم في دائرته فيصبحون مثل العبيد ينفذون دون نقاش و لا تعطيل.
ثانيا دوره: لقد شرحت في التعريف أعلاه أن لغريغور هذا مثل المغناطيس أو الفخ يجذب إليه الأرواح فمتى دخلته صارت مرتبطة به إلى الأبد، فدوره إذا جذب الأرواح السفلية من جن و عفاريت و شياطين و إدخالها في دائرته، ثم يمكن السحرة اليهود من استخدام هؤلاء الجان و العفاريت و الشياطين في تنفيذ ما يطلب منهم من أعمال روحانية بدون نقاش و تكاسل، من هنا علينا أن نعلم أن الساحر اليهودي لا يقيم أي عهد مع أي جن أو عفريت أو شيطان إنما العهد الوحيد يربطه بجماعته التي ينتمي إليها، التي حين يقبل العضو الجديد تقدمه عن طريق طقس خاص إلى لغريغور الذي تعمل به تلك الجماعة فيصبح منذ أول يوم متمكن من استحضار الجن و العفاريت و الشياطين دون الحاجة لرياضة و لا لخلوة. المشكلة الوحيدة هي أن يجد المنخرط الجديد جماعة تقبله عضوا فيها، فمتى تجاوز هذه المرحلة فكل شيء سهل المنال.
ثالثا كيفية تنشيطه: قبل شرح ذلك سأعطى نبذة مختصرة عن كيفية سير لغريغور، و طريقة العمل لتنشيطه، إذا و كما سبق و أن قلت؛ لغريغور روح علوي أي ملاك من الملائكة العلوية، و كلنا نعلم أن الأرواح العلوية حاكمة على السفلية، لكن و حسب مخطوط الحاخام عبدول بن بارات أكبر حاخام روحاني عبري عاش في نهاية القرن السابع عشر و بداية القرن الثامن عشر (من 1722 إلى 1806) في المملكة الغربية و ألف كتاب الغيخاريتون الذي يشرح بطريقة مفصلة و دقيقة كيفية خلق هذه الأرواح و كيفية تنشيطها، و كيفية العمل بها، يقول هذا الحاخام أن لغريغور روح علوية يخلقها الله عز و جل من التسابيح التي يرددها المخلصون له إذا زاد عددهم عن العشرة أشخاص، من هنا نفهم أن لغريغور روح علوي طاهر لأنه يخلق من نور الذكر، و قد تأكدت من صحة هذه المعلومة حين قمن بأبحاث معمقة في هذا الموضوع (أي موضوع ارتباط الملائكة بالذكر) فوجدت في أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم أن غراس الجنة سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر، أي أن متى ردد المسلمون هذه الكلمات غرست لهم الملائكة أشجارا في الجنة بعدد كل كلمة يرددونها، و وجدت أيضا في الأثر أن من داوم على ورد خلق الله من ذلك الورد ملائكة تستغفر لصاحبه، هذا مهم جدا لأن خلق لغريغور ناتج عن ذكر جماعة معينة لليهود لتسبيح معين، و لدي دليل قد ذكرته أعلاه أن من دام على ورد معين خلق الله من ذلك الورد ملائكة تستغفر لصاحبه و تقضي حاجته، فاليهود كانوا أهل كتاب قبل المسلمين و قد أدركوا هذه الحقيقة قبل المسلمين فاستعملوها لتقوية علومهم الروحانية، إذا ما قاله الحاخام عبدول بن بركات صحيح مائة في المائة و له أساس ديني محض.
إذا يحتاج لغريغور إلى عزيمة معينة أو تسبيح معين حتى يخلقه الله تعالى و يسخره لذاكريه، و هنا نستنتج أن لغريغور يحتاج إلى ذلك الذكر حتى يقوى و يحافظ على قوته النورانية،و يجب أن يكون عدد الذاكرين عشرة فأكثر، و كلما كان عدد الذاكرين كبيرا كان لغريغور قويا.
لكن و حتى نفهم أكثر من هذا علينا أن نتعمق أكثر من ذلك في هذا العلم؛ من هنا نفهم لمذا يتجمع سحرة اليهود على شكل جماعات روحانية تشكل كيانا واحدا، فهدفها خلق هذا الروح و الاستفادة من قوته، و لا يمكن لشخص واحد بمفرده أن يصل إلى هذه الغاية لأن أدنى حد مطلوب هو عشرة أفراد لا ينقصون عن ذلك أبدا، لو بحثنا أكثر في هذا الموضوع لرأينا أن الذكر في الجماعة أقوى و أفضل من الذكر المنفرد، فعلى سبيل المثال صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بسبع و عشرين درجة، و السر هنا في الجماعة، لأن الجماعة تمثل قوة روحانية حقيقية بينما الفرد لوحده يكون منعزلا و قوته لوحده ضعيفة إلا إذا كان وليا من أولياء الله الصالحين، لكن أين نحن من هؤلاء.
الآن سنحاول شرح و فهم الطريقة المعمول بها بين الساحر اليهودي و لغريغور و كيفية العمل بينهما، من هنا أقول أن الساحر اليهودي، يأخذ قوته من لغريغور لأنه يشارك بصفة منتظمة في الذكر الذي يحيا منه لغريغور، و أن لغريغور يمد الساحر اليهودي بطاقة خارقة للعادة لأنه يحتاج إليه و مرتبط به عن طريق الذكر الذي يحيا لغريغور منه، فالعلاقة بينهما أخذ و عطاء، فلو لا الساحر اليهودي لمات لغريغور لأنه يحيا بذكر الساحر، و لو لا لغريغور لما كان للساحر اليهودي أي قوة روحانية.
أعترف لكم أنني لم أتمكن من زيارة أمريكا اللاتينية حتى أبحث عن كتب في الروحانيات الممارسة هناك، لكن بعض أصدقائي في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية قدموا لي كل ما أحتاج إليه، من كتب و مخطوطات في هذا المجال، كما قمت بزيارة لساحل العاج و جمهورية الدايومي (البنين حاليا) و كم كانت دهشتي كبيرة حين وجدت أن الفودوا و السانتيريا تعتمد على سبعة أرواح سفلية يدور عليها مدار العمل، من بين هذه الأرواح شانغوا الذي يمثل الحكمة و العلم عند الأفارقة، هذه الأرواح السبعة شبيهة جدا بملوك الجن السبعة المستعملة في الروحانيات العربية، و ترتيبها مشابه تماما لترتيب و تأثير ملوك الجن السبعة المستعملة عندنا.
لا أريد هنا أن أبتعد عن صلب الموضوع، بل أريد فقط أن أوضح لجميع الأخوة و الأخوات أن العلوم الروحانية في الأصل تنبع من سراج واحد كما سبق و أن قلت، مثلها مثل الكتب السماوية الأربعة، التي و إن اختلفت في بعض الأمور، فهي متشابهة في غالبيتها لأنها نزلت من عند إله واحد لا شريك له.
إذا الاستنتاج الذي خرجنا به؛ أن الروحانيات بصفة عامة متشابهة و متساوية القوة، لكن السؤال الذي لم نجب عليه بعد، هو ما هو سر قوة الروحانيات العبرية بالرغم من تشابهها عم باقي الروحانيات الممارسة عبر ربوع العالم ؟؟؟
من هنا تبدأ هذه الدراسة المتواضعة فأقول؛ أولا علينا أن نعلم أن جميع الروحانيين اليهود أخذوا العلم من عند شيوخ متمكنين في هذا العلم، فالشيخ في حد ذاته تمدرس على يد شيخ أخر و هكذا، فهذه الطريقة شبيهة بسلسلة متواصلة تشد بعضها البعض و تمد بعضها البعض بقوة لا يستهان بها، عكسنا نحن العرب الذي شاع بيننا الروحانيين الجدد الذين لم يؤخذوا هذا العلم عن شيخ معين يكون بمثابة العين و المنبع الذي نستمد منه القوة الروحية و الخفية التي إن غابت في وقتنا هذا ففقدت روحانياتنا نقطة أساسية فيها، هي المدد الروحاني و السقوى الروحية التي تجعل من الميت حي، فنحن نعتمد بالدرجة الأولى على المخطوطات في عملنا فإن غابت هذه المخطوطات عجزنا عن تحقيق أي شيء. قال لي يوما أحد شيوخي عليهم رحمة الله، في أخر الزمان يظهر علماء التعمير و يختفي علماء التسخير، القصد هنا، أنه سيظهر روحانيين يستطيعون فعل كل شيء، يعرفون كيفية تعمير الجداول، و كيفية استخراج الملائكة، و كيفية حساب الهيئة الفلكية، لكن حين يوضعون في المحك فالنتيجة صفر، فهؤلاء علماء للتعمير، أي يحسنون فعل كل شيء بينما غاب عنهم الشرط الأساسي، و هو المقدرة على تسخير الروحانية ليكون عملهم كاملا، الجميع تقريبا في عصرنا هذا يشتكي من النتائج السلبية للفوائد التي يعملونها، أي إنهم ينفذون الفائدة حرف بحرف، و مع ذلك النتيجة غير موجودة تماما؛ هؤلاء مشكلتهم أنهم يضيعون وقتهم في الفراغ، لأنهم يعملون بعيدا عن الروحانيات الحقيقية، فهمهم الوحيد جمع المخطوطات حتى لا يتعبوا أنفسهم بالبحث، فمتى لم يرو الإجابة قالوا أنها (أي المخطوطات مزورة أو ناقصة) لكن النقص فيهم و ليس في الكتب و لا في المخطوطات لأنهم كما قال شيخي رحمه الله هم علماء تعمير و ليسوا علماء تسخير.
أتذكر مرة أنني سمعت بشيخ شاع أمره بين الناس و أصبح حسب قولهم حكيم الزمان، و حين سمحت لي الفرصة أن ألتقيه، و جدت أنه له تسعة بنات عوانس لم تتزوج منهن و لا واحدة، كما سألني أن أعطيه فائدة في الجلب و التهييج المجرب لأنه تعب من التجربة و لم يفلح في تحقيق شيء، فقلت له؛ يا عبد الله لو كنت حكيم الزمان كما تقول لبدأت ببناتك فزوجتهن، فأجابني أن الطبيب لا يداوي نفسه، بطبيعة الحال هذه شماعة علق عليها عجزه، و هذه المقولة كاذبة لا أساس لها من الصحة، هذا الشيخ الجليل المبجل الكريم المعظم شيخ تعمير و ليس شيخ تسخير و اللبيب من يفهم بالإشارة. إذا السر الأول أن اليهود يعتمدون بالدرجة الأولى على شيوخهم و هم بحق شيوخ تسخير و ليسوا شيوخ تعمير، فرحم الله عبدا عرف قدره، و لا عيب في أن نقول أن اليهود أقوى منا في هذا المجال، لكن هذا لا يعني أبدا أن شيوخ التسخير قد اندثروا من العالم العربي و الإسلامي بل هم باقين إلى يوم القيامة لكنهم قلائل للأسف الشديد.
السر الثاني الذي جعل من الروحانيات العبرية تحتل المرتبة الأولى من حيث القوة و سرعة الاستجابة؛ أن الحكماء اليهود يعملون بصفة جماعية، أي أنهم ينتمون كلهم إلى تجمعات من السحرة، على تشكيلة الطرق الصوفية المتواجدة في العالم الإسلامي، هذه التجمعات من السحرة، يقودها شيخ واحد إلى سبعة شيوخ، دائما بالعدد الفردي (أي شيخ أو ثلاثة أو خمسة أو سبعة) و لهم قانون داخلي صارم و مطبق على الجميع، حتى أن الانتماء لهذه التجمعات ليس مفتوحا لكل من هب و ذب، بل لا بد أن يقبل الشيخ المريد الجديد بعد أن يجربه و يمتحنه، كما أن الانتماء لهذه التجمعات غالبا ما يكون عن طريق الميراث أي أن الأشخاص الوحيدون الذين لهم الحق في الانخراط هم الذين كان أحد أبائهم أو أجدادهم منتمي للجماعة المراد الانخراط فيها لتعلم السحر، بهذه الطريقة تبقى العلوم الروحانية محفوظة بين السحرة دون غيرهم، و هي طريقة ذكية لحفظ الروحانيات من المتطفلين.
السر الثالث في قوة الروحانيات العبرية؛ يكمن في هذه التجمعات من السحرة، فهي سرا تعتمد على طريقة معينة في التعامل مع الأرواح العلوية و السفلية، هذه الطريقة هي تنشيط و استخدام الروح الجامعة أو باللغة الفرنسية ليغريغور.
لقد وصلنا الآن لبيت القصيد و لب موضوع اليوم، و كان علي أن أقدم شرحا مفصلا عن الموضوع قبل الخوض في هذا السر، لأن الموضوع ذا أهمية كبيرة جدا و لا يمكن المر عليه مرور الكرام، فأرجوا المعذرة عن الإطالة.
السؤال الآن هو: ما هو هذا الشيء و ما هو دوره و لما يستعمل بكثرة في الروحانيات العبرية ؟؟؟
تعريفه، و دوره، و كيفية تنشيطه و العمل به؛L’Egrégore
أولا التعريف به: لغريغور هذا هو روح علوية طاهرة يستخدمها اليهود مثل المغناطيس أو مثل الفخ لجذب الجان و العفاريت و الشياطين إليها فمتى دخلت فيها صارت مرتبطة بها إلى الأبد و تنفذ بكل إخلاص الأوامر التي يصدرها السحرة اليهود من الجن و العفاريت و الشياطين الذي جذبهم هذا الروح إليه و أدخلهم في دائرته فيصبحون مثل العبيد ينفذون دون نقاش و لا تعطيل.
ثانيا دوره: لقد شرحت في التعريف أعلاه أن لغريغور هذا مثل المغناطيس أو الفخ يجذب إليه الأرواح فمتى دخلته صارت مرتبطة به إلى الأبد، فدوره إذا جذب الأرواح السفلية من جن و عفاريت و شياطين و إدخالها في دائرته، ثم يمكن السحرة اليهود من استخدام هؤلاء الجان و العفاريت و الشياطين في تنفيذ ما يطلب منهم من أعمال روحانية بدون نقاش و تكاسل، من هنا علينا أن نعلم أن الساحر اليهودي لا يقيم أي عهد مع أي جن أو عفريت أو شيطان إنما العهد الوحيد يربطه بجماعته التي ينتمي إليها، التي حين يقبل العضو الجديد تقدمه عن طريق طقس خاص إلى لغريغور الذي تعمل به تلك الجماعة فيصبح منذ أول يوم متمكن من استحضار الجن و العفاريت و الشياطين دون الحاجة لرياضة و لا لخلوة. المشكلة الوحيدة هي أن يجد المنخرط الجديد جماعة تقبله عضوا فيها، فمتى تجاوز هذه المرحلة فكل شيء سهل المنال.
ثالثا كيفية تنشيطه: قبل شرح ذلك سأعطى نبذة مختصرة عن كيفية سير لغريغور، و طريقة العمل لتنشيطه، إذا و كما سبق و أن قلت؛ لغريغور روح علوي أي ملاك من الملائكة العلوية، و كلنا نعلم أن الأرواح العلوية حاكمة على السفلية، لكن و حسب مخطوط الحاخام عبدول بن بارات أكبر حاخام روحاني عبري عاش في نهاية القرن السابع عشر و بداية القرن الثامن عشر (من 1722 إلى 1806) في المملكة الغربية و ألف كتاب الغيخاريتون الذي يشرح بطريقة مفصلة و دقيقة كيفية خلق هذه الأرواح و كيفية تنشيطها، و كيفية العمل بها، يقول هذا الحاخام أن لغريغور روح علوية يخلقها الله عز و جل من التسابيح التي يرددها المخلصون له إذا زاد عددهم عن العشرة أشخاص، من هنا نفهم أن لغريغور روح علوي طاهر لأنه يخلق من نور الذكر، و قد تأكدت من صحة هذه المعلومة حين قمن بأبحاث معمقة في هذا الموضوع (أي موضوع ارتباط الملائكة بالذكر) فوجدت في أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم أن غراس الجنة سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر، أي أن متى ردد المسلمون هذه الكلمات غرست لهم الملائكة أشجارا في الجنة بعدد كل كلمة يرددونها، و وجدت أيضا في الأثر أن من داوم على ورد خلق الله من ذلك الورد ملائكة تستغفر لصاحبه، هذا مهم جدا لأن خلق لغريغور ناتج عن ذكر جماعة معينة لليهود لتسبيح معين، و لدي دليل قد ذكرته أعلاه أن من دام على ورد معين خلق الله من ذلك الورد ملائكة تستغفر لصاحبه و تقضي حاجته، فاليهود كانوا أهل كتاب قبل المسلمين و قد أدركوا هذه الحقيقة قبل المسلمين فاستعملوها لتقوية علومهم الروحانية، إذا ما قاله الحاخام عبدول بن بركات صحيح مائة في المائة و له أساس ديني محض.
إذا يحتاج لغريغور إلى عزيمة معينة أو تسبيح معين حتى يخلقه الله تعالى و يسخره لذاكريه، و هنا نستنتج أن لغريغور يحتاج إلى ذلك الذكر حتى يقوى و يحافظ على قوته النورانية،و يجب أن يكون عدد الذاكرين عشرة فأكثر، و كلما كان عدد الذاكرين كبيرا كان لغريغور قويا.
لكن و حتى نفهم أكثر من هذا علينا أن نتعمق أكثر من ذلك في هذا العلم؛ من هنا نفهم لمذا يتجمع سحرة اليهود على شكل جماعات روحانية تشكل كيانا واحدا، فهدفها خلق هذا الروح و الاستفادة من قوته، و لا يمكن لشخص واحد بمفرده أن يصل إلى هذه الغاية لأن أدنى حد مطلوب هو عشرة أفراد لا ينقصون عن ذلك أبدا، لو بحثنا أكثر في هذا الموضوع لرأينا أن الذكر في الجماعة أقوى و أفضل من الذكر المنفرد، فعلى سبيل المثال صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بسبع و عشرين درجة، و السر هنا في الجماعة، لأن الجماعة تمثل قوة روحانية حقيقية بينما الفرد لوحده يكون منعزلا و قوته لوحده ضعيفة إلا إذا كان وليا من أولياء الله الصالحين، لكن أين نحن من هؤلاء.
الآن سنحاول شرح و فهم الطريقة المعمول بها بين الساحر اليهودي و لغريغور و كيفية العمل بينهما، من هنا أقول أن الساحر اليهودي، يأخذ قوته من لغريغور لأنه يشارك بصفة منتظمة في الذكر الذي يحيا منه لغريغور، و أن لغريغور يمد الساحر اليهودي بطاقة خارقة للعادة لأنه يحتاج إليه و مرتبط به عن طريق الذكر الذي يحيا لغريغور منه، فالعلاقة بينهما أخذ و عطاء، فلو لا الساحر اليهودي لمات لغريغور لأنه يحيا بذكر الساحر، و لو لا لغريغور لما كان للساحر اليهودي أي قوة روحانية.
dabbour- مراقب
- عدد المساهمات : 88
السٌّمعَة : 110
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى